السبت، 3 نوفمبر 2012

الساسي يكتب عن «خطايا بنكيران»

في الانتخابات الأخيرة لـ2011، صوتت لفائدة حزب العدالة والتنمية فئات متنورة جديدة لا تشاطر الحزب قناعاته الإيديولوجية. هذه الفئات اليوم بدأت تبدي قلقها بخصوص مآل تجربة بنكيران،
وتشك في قدرته على الوفاء بالتزاماته، وتحقيق الآمال التي عُلقت عليه، وإتيان ما كان منتظرا منه. هذه الفئات تعتقد ربما أن بنكيران كان بإمكانه أن يفعل أكثر مما فعله، وأن بيده أوراقا لم يوظفها، وأسلحة لم يستعملها، وإمكانات لم يشغلها بعد.
فرغم الصعوبات المتمثلة في رسوخ تقاليد عتيقة، وطبيعة التركيبة الحكومية، والإرث الثقيل، وقلة خبرة الوافدين الجدد على الحقل الحكومي، فإن شرائح واسعة من المجتمع اعتبرت أن بإمكان بنكيران أن يصنع الكثير.. يمكنه أن يبني سلطة حكومية قادرة على فتح بوابة الانتقال وامتلاك قدرة التدخل كسلطة تنفيذية مسؤولة عن تطبيق برنامجها؛ ويمكنه أن يضع مخططا متكاملا ومحكما لمحاربة الفساد؛ ويمكنه أن يتخذ إجراءات فعالة لتحسين الأحوال المعيشية لأوسع الجماهير؛ ويمكنه ضخ هواء جديد للحرية، وتقويم علاقة المواطن بأجهزة الدولة، والتخلص من مظاهر القهر والسلطوية والتحكم التي تطبع سلوك هذه الأجهزة. إلا أن ما تحقق على الأرض حتى الآن لا يدعو إلى الارتياح، وقد يدفع بعض المتعاطفين الجدد مع التجربة البنكيرانية إلى بداية الشعور بخيبة الأمل، وأسباب ذلك متعددة ومتنوعة:
- الخطاب الذي أنتجته التجربة عن نفسها في بدايتها لم يكن واقعيا بالمرة، واتسم بطابع وردي، وكان يبدو أنه يتجاهل طبيعة التركيبة الحكومية. لقد أخطأ بنكيران حين قدم نفسه للناس، بعد تعيينه، كما لو كان قد أخذ تفويضا مطلقا من الجميع لكي يفعل ما يشاء ويصنع ما يحلو له بدون معقب، وتجاهل القدر من الاستمرارية الذي تخضع له هذه الحكومة مادامت تضم في أغلبيتها مكونات كانت تشارك في الحكومات السابقة وساهمت في محاربة حزب العدالة والتنمية؛
- حمل الخطاب الأولي للحكومة تناقضا وارتباكا بارزين في الأرقام المعروضة. وشكـَّل بيان وزارة العدل والحريات بخصوص قضية أمينة الفيلالي، وحديث وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني عن «جمعيات مرتزقة»، نوعا من التسرع غير المقبول من مسؤول حكومي، وخلـَّف الانتقال من خطابِ معارضةِ مشروعِ القطارِ فائق السرعة إلى خطاب الدفاع عنه صدمةً لدى الرأي العام، وذكَّره بمنطق تغيـُّر المواقف بتغيـُّر المواقع؛
- المرافعة ضد تطبيق محضر 20 يوليوز 2011، ظهر من خلالها بنكيران كمجرد سلطة إدارية وليس كسلطة سياسية. هذه الأخيرة لا تتذرع بخضوعها للقانون العادي من أجل التخلص من المسؤولية، بل تبدع، من موقعها السياسي، كلَّ ما يلزم، قانونيا وإداريا وتنظيميا وماليا، لحل المشكل من أساسه. ثم انهدم أساس المرافعة بتشغيل مواطنين صحراويين بطريقة مباشرة؛
- معالجة ملف الفساد بطريقة لا علاقة لها البتة بالتزامات حزب العدالة والتنمية خلال الحملة الانتخابية، فقد تم التصريح بالعفو عن الفاسدين، ثم وقع اللجوء إلى «تصحيح» ذلك التصريح، ولكن مع التذرع بأن من لديه معلومات وإثباتات مدققة فعليه أن يبلغ بها الحكومة، بمعنى تعليق محاربة الفساد على شرط «خارجي»، وفي نفس الوقت السماح بمعاقبة موظفي وزارة المالية المتهمين بتسريب معلومات عن وقائع اعتبرت في خطاب ح.ع.ت فسادا!؟ وأخيرا، شُرع في الإيحاء بأن المهم هو أن حكوميي العدالة والتنمية لن يسمحوا لأنفسهم بإتيان ممارسات فاسدة، أي أن الممارسة الحكومية حتى الآن تظهر غياب خطة شاملة وحازمة لمحاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة، واكتفاء بعض الوزراء بـ«فضح» بعض أوجه الاختلالات في التدبير التي ارتكبها سابقوهم والتي «اكتشفها» اللاحقون، بدون رعاية مسلسل حقيقي وشامل للمساءلة، الأمر الذي يحول صنيع أولئك الوزراء إلى ما يشبه معارضة الحكومات السابقة أو المعارضة بأثر رجعي !
- عدم إبداع أية حلول جذرية جديدة في مقاربة الشأن الاقتصادي والاجتماعي، واستطابة الحلول التقليدية كالزيادة في المحروقات، وقبول تمديد العمل بالإعفاء الضريبي الخاص بالقطاع الفلاحي، ورفض إقرار الضريبة على الثروات الكبرى.. إلخ؛
- استساغة مسلسل القمع ومصادرة الحريات، والتعامل معه كمعطى عادي لا يستحق وقفة للتأمل والمحاسبة، وكأعراض جانبية ضرورية لتدبير شؤون الدولة في بلد كبلدنا. هل يدرك بنكيران أنه سيُحَاسب غدًا على محاكمة وسجن فنانين، واعتقال عدد من نشطاء 20 فبراير، وضرب المعطلين، ومنع الصحف الأجنبية، وسحب اعتماد بعض الصحفيين، والتنكيل بالمتظاهرين والنقابيين؛ بل إن وزارة العدل والحريات وفـَّرت الغطاء السياسي لهذه الانتهاكات بحديثها عن ضرورة احترام «هيبة الدولة»، وانتهجت مذهبا مُغـرِقا في المحافظة بتصريحها بأن تظاهر القضاة لا يليق بمركزهم الاجتماعي؛
- اعتماد تعيين لائحة للعمال والولاة تمثل شكلا من الترقية الداخلية وامتدادا لخط السير العام للوزارة، المُنـْتـَقـَدِ على أكثر من صعيد. صرح بنكيران بأنه لم يعترض إلا على اسم واحد، وبعض رفاقه في الحزب وجهوا انتقادات لاذعة إلى الأسماء الواردة في اللائحة؛
- التأخر في وتيرة إعداد مشاريع القوانين التنظيمية، وإحالة مهمة إعداد بعضها على الديوان الملكي، والاعتماد فيها على قراءة محافظة للنص الدستوري؛ فبصدد إشكالية التعيين في المناصب العليا، يتعين -مثلا- أن يكون الأصل هو إسناد التعيين إلى الحكومة ورئيسها، وجعل التعيين الذي يتولاه الملك استثناء يمارس في أضيق الحدود بالنسبة إلى ثلاث أو أربع مؤسسات «استراتيجية»؛
- عدم سن مسطرة للتداول اللاحق مثلا -في إطار مجلس الحكومة- في قائمة السفراء المعينين في فترة وجود رئيس حكومة معين، وانتهاج أسلوب المجاملة إزاء تعيين مستشارين ليست لهم علاقة ودية باللون السياسي لرئاسة الحكومة؛
- تحضير دفاتر التحملات الخاصة بالقطب العمومي السمعي البصري بطريقة معيبة، وإعطاء الأهمية للجانب الإيديولوجي أكثر من جانب الحكامة، ثم استخراج ورقة هذا الجانب بعد اتقاد الصراع، مما قد يوحي بأن هذا الاستخراج أملته اعتبارات تاكتيكية؛
- عدم الانتباه إلى أن خطاب التلويح ضمنيا بأن الحزب قد يُراجع علاقته بحركة الشارع، يتناقض مع الخطاب الأصلي الذي يقول إن الامتناع عن المشاركة في تظاهرات 20 فبراير أملاه واجب المحافظة على الملكية، إذ تتضمن فكرة المراجعة قبول تعريض الملكية للخطر، بينما لحزب العدالة والتنمية موقف مبدئي قائم على أولوية حماية الملكية؛
- كثرة الاعتذارات والتراجعات والتصحيحات والتصويبات التي تصدر عن رئيس الحكومة ووزرائها، وتتعلق بتصريحات سابقة لهم (قضية مجانية التعليم العالي، مثلا)، تضعف مصداقية الخطاب الحكومي عموما؛
- اعتبار الأجر الذي يُصرف لمدرب المنتخب الوطني لكرة القدم سرا من أسرار الدولة، في زمن الحديث الدستوري عن الشفافية (الفصل 154)، بينما يُفترض أن كل شرط في العقد يتناقض مع النظام العام يُعتبر باطلا ولا يُعتد به؛
- تحديد عبد الإله بنكيران لوظيفة حكومته في مساعدة الملك يمثل تخليا صريحا عن طموح الشراكة الذي رُفع كشعار في المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية، ويفسر سلسلة التنازلات التي أقدم عليها رئيس الحكومة، ويتناقض مع «التأويل الديمقراطي» للدستور.
ولا شك أن جمع الاعتذار إلى الملك والاعتذار إلى المستشارين في نص واحد، يعني توصل بنكيران إلى أن ما يمس بالمستشارين يمس بالملك، ومن ثمة يتحول منطق تجنب الصراع مع الملك إلى تجنبٍ للصراع مع المستشارين. وهذا يتناقض مع الأطروحة الرئيسية التي انبنى عليها خطاب بنكيران السابق، والقائلة إن المشكلة هي مع بعض المحيطين بالملك، وإن رجال ونساء العدالة والتنمية أفيد للملكية من بعض هؤلاء المحيطين؛
- تحديد الخصوم في مصطلحات مثل العفاريت والتماسيح والشياطين ليس دائما مجديا من الناحية السياسية، إذ قد يزرع الخلط في أذهان الناس أحيانا، ويصبح شماعة لتعليق الأخطاء وتفادي المحاسبة.
عموما، يلاحظ أن بنكيران قَبـِلَ الانتقال ربما من فكرة حكومةٍ تحكمُ، إلى فكرة حكومةٍ تحكمُ مع الملك، ثم أخيرا إلى فكرة حكومة تحكم قليلا مع الملك؛ وهذا في نظر الرجل أحسن في جميع الأحوال للمغاربة من أن يظل حزب العدالة والتنمية في المعارضة.
هذا التدحرج جعل بنكيران يقبل بتلقي الضربات وابتلاع المواقف المرة، ولكن الحزب ظل حاضرا، يلقي صرخات الألم. ومع ذلك، فالتجربة لم تفقد نَفَسَهَا حتى الآن، ولا زالت، لدى الكثيرين، تستفيد من فترة سماح. والمباراة لم تنته بعد، ولا نعرف الاتجاه الذي قد يأخذه مسار الأحداث المقبلة.

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

تسليح المغرب بغواصات يخلق استنفارا في إسبانيا والجزائ

استنفرت تحركاتُ البحرية الملكية في اتجاه تعزيز ترسانتها من الأسلحة المتطورة، من خلال الدخول في مفاوضات مع كل من روسيا وألمانيا لاقتناء غواصة جديدة، المخابراتِ العسكرية في بلدان الجوار، خاصة في إسبانيا والجزائر.
وكشفت مصادر موثوقة لجريدة «المساء» عن وجود حالة من القلق تعم الأجهزة العسكرية وأجهزة المخابرات في البلدين، مشيرة إلى أن خبر اقتناء المغرب لغواصة ألمانية من نوع «بي 209/1100» نشره موقع مقرب من المخابرات الإسبانية من أجل جس نبض الجانب المغربي ودفعه إلى الكشف عن معطيات جديدة تهم الصفقة، كما أن الجزائر سارعت إلى تكثيف اتصالاتها لتسريع عملية حصولها على غواصتين روسيتين جديدتين ابتداء من السنة المقبلة.
وأكد عبد الرحمان المكاوي، الخبير العسكري، ارتباط تسريب خبر اقتناء المغرب للغواصة الألمانية بالمخابرات الإسبانية، موضحا أن نجاح المغرب في تعزيز منظومته العسكرية البحرية بغواصات جديدة سيقلب موازين القوى في شمال إفريقيا، خاصة أن البحرية الملكية أصبحت تتوفر الآن على ترسانة قوية بعد اقتناء مجموعة من الفرقاطات الهولندية التي تمتلك قدرات عسكرية كبيرة جدا.
وأضاف المكاوي أن اقتناء المغرب للغواصة الروسية أصبح قريبا جدا، بعد أن أكدت مصادر رسمية روسية الخبر، موضحا أن المركب الصناعي للتسلح العسكري بـ»سانبيترسبورغ» نشر اسم المغرب ضمن لائحة من البلدان ستكون من بين زبنائه لاقتناء غواصات جديدة. غير أن الخبير العسكري قلل من إمكانية اقتناء المغرب للغواصة الألمانية، مشيرا إلى أن أي جهة رسمية لم تعلن إلى حدود الآن عن هذه الصفقة، باستثناء الموقع المقرب من المخابرات الإسبانية، بالإضافة إلى أن كلفتها باهظة جدا. وحول المقارنة بين الغواصة الروسية ونظيرتها الألمانية، قال عبد الرحمان المكاوي إن الغواصة الألمانية تعادل تقريبا 4 غواصات روسية من حيث القدرات العسكرية، مؤكدا أن ما يمنع المغرب من اقتناء الغواصة الألمانية هو ثمنها الباهظ، والذي يقدر بحوالي 500 مليون دولار.
وتوقع الخبير العسكري المغربي أن يعرف سوق الغواصات في البلدان النامية تطورا ملموسا خلال السنة المقبلة، مؤكدا أن الأزمة المالية دفعت مجموعة من البلدان المصنعة للأسلحة إلى حذف الشروط السياسية التي كانت تقف حاجزا أمام امتلاك بعض البلدان لغواصات متطورة. واعتبر الخبير أن حصول المغرب على أول غواصة، سواء كانت روسية أو ألمانية، سيفتح الباب أمام البحرية الملكية لامتلاك مزيد من الغواصات وتعزيز ترسانتها من الأسلحة البحرية.وراجت مؤخرا أنباء حول عزم روسيا على بيع المغرب غواصة غير نووية في إطار مشروع أطلق عليه اسم S1000، وهو المشروع الروسي الإيطالي الذي كان قد جمد قبل أربع سنوات قبل أن تقرر الدولتان معا إعادة إخراجه إلى حيز التطبيق. وقد تم تصميم هذه الغواصة الصغيرة خصيصا لتصديرها إلى دول العالم الثالث، وعلى رأسها المغرب ومصر وغيرهما.
من جهة أخرى، أفادت مصادر أوربية خبيرة بعالم الأسلحة موقع «ألف بوست» بأن المغرب يرغب في إكمال تسليحه البحري من خلال اقتناء غواصة تنضاف إلى الفرقاطات والسفن الحربية التي اقتناها مؤخرا. ويراهن في هذا الصدد على اقتناء غواصة ألمانية من نوع «بي 1100/209». وتتميز الغواصة الألمانية باستقلالية لمدة خمسين يوما في البحر وتغوص على عمق 300 متر وتحمل 14 طوربيدا، ويمكن تسليحها كذلك بصواريخ. وسيكون المغرب رابع دولة إفريقية تتوفر على هذا النوع من الغواصات.

الاثنين، 25 يوليو 2011

هل تعلمون,,,,,,

هل تعلمون أن المنصورية من أغنى الجماعات الشبه حضرية في اقليم ابن سليمان
هل تعلمون أن أكثر من 80 في المئة من ساكنة المنصورية تعيش من البؤس والحرمان
هل تعلمون أن 80 في المئة من ساكنة المنصورية تعيش في دواوير .......................
هل تعلمون أن المنصورية تتكون من 11 دوار تنعدم فيها أبسط شروط العيش الكريم
هل تعلمون أن ساكنة المنصورية تقارب 14 ألف نسمة ..............................​.......
هل تعلمون أن رئيس الجماعة الحالي بقي في منصبه أكثر من 12 سنة و مازال العاطي يعطي ...
هل تعلمون أن الرئيس في يوم من الأيام ذكر أنه(لا حط حمار في مكزاز غادي ينجح)....
هل تعلمون ان نائب الرئيس شبع سبا و قذفا في حق مواطن وقال له( الا باقي صوتي عليا الله ينعل لمك الوالدين)..
هل تعلمون أن أكثر من 80في المئة من الموظفين في الجماعة ليسوا أبناء المنطقة
هل تعلمون أنه أخيرا تم تنظيم مهرجان للفروسيةرصدت له ميزانية فاقت 30 مليون سنتيم
هل تعلمون أن المنصورية لا توجد فيها دار للشباب أو مركز للوقاية المدنية أو مستشفى كبير علما أنها أصبحت مدينة و لا تحمل من مقوماتها الا الاسم ......
هل تعلمون أن عدد من المحسوبين على رئيس الجماعة يعملون فيها ليس لديهم مستوى تعليمي كبير علما أنه يوجد شباب حاصل على شواهد عليا وعاطل عن العمل
هل تعلمون أن باشا المنصورية لا يستقبل المواطنين في مكتبه...و في أغلب الأحيان غائبا عن عمله ...
هل تعلمون أن جميع الطرق مهترئة بحيث يتم ترميمها في فصل الصيف وعندما يأتي فصل الشتاء فحدث ولا حرج(طريق مكزاز-طريق الكبانية....)
وهل تعلمون وهل ..............وما خفي كان أعظم...و البقية تأتي.....من عندكم....
والسلام

معمر القذافي ... من هو هذا الرجل ؟

قالوا عنه بانه مجنون، ومجرم، وكافر، وساحر، ومهرج ، ومصاص دماء ، ومهووس ، لقد اصبح العقيد معمر القذافي في مستهل عام 2011 رمزا لكل الشرور في هذا العالم ، وشخصا يخلو تماما من المزايا والايجابيات، ، فقد كرست وسائل الاعلام المشبوهة كل جهدها في تشويه صورة هذا الرجل وشيطنته وتجريده من آدمية ، وقد وصل الامر بالبعض ان يصرح بان الاستعمار ارحم بكثير من حكم هذا الرجل الذي هو على استعداد لابادة شعبه على بكرة ابيهم .


لم يكن من السهل الحديث عن هذا الرجل في ظل ما يسمى بالثورات العربية التي تمر بها ليبيا والبلاد العربية، ولم يكن مقبولا مجرد التفكير باية ايجابيات او انجازات للقذافي فقد كان ذلك اقرب الى الكفر، ويتهم الشخص فورا بالجنون او بانه مأجور لدى القذافي ، ولم يكن مسموحا حتى التساؤل حول مصداقية اي تهم وافتراءات توجه له وللنظام الليبي ، لان البديهي في نظر الكثيرين ان هذا الديكاتور حكم شعبه على مدار 42 سنة بالحديد والنار وانه لم ينجز اي شي لبلاده بل قاد بلاده الى التخلف ، بل ان البعض على قناعة بانه لا يوجد في ليبيا مستشفيات ولا جامعات ولا مراكز صحية ولا طرق .
حرب اعلامية لم يسبق لها مثيل، تعتمد على الكذب والتدليس والتلفيق وقلب الحقائق كوقود اساسي، تعتمد على إحداث الابهار والصدمة لدى المتلقي ، وتجعل المتلقي على تسليم تام وقناعة غير قابلة للشك، بل واستماته في رفض التشكيك باي معلومة حتى لو كانت بالادلة والحقائق، لقد ابدعت وسائل الاعلام المشبوهة في تشويه صورة هذا الرجل وشيطنته وتجريده من ادميته، من خلال استثمار كل التقنيات والاتصالات الحديثة في الاخبار والفضائيات والمواقع الالكترونية والفيديو وصور الكاريكاتير وغير ذلك، ان شراسة هذه الحرب الاعلامية وتجاوزها لكل حدود الاخلاق والمنطق يثير الريبة والشك، ويدفع الى الفضول والتساؤل عن حقيقة معمر القذافي، فمن هو هذا الرجل الذي تكالب عليه الاعداء وتنكر له الاصدقاء؟
والجواب هو الذي قام بانقلاب ابيض لم تسفك فيه قطرة دم واحدة . هو الذي اطلق عليه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لقب أمين القومية العربية والوحدة العربية. هو من قام بتطهير ليبيا من القواعد الامريكية والبريطانية والايطالية التي كان لها دور اساسي في العدوان على مصر. هو الذي جعل امريكا تفقد اهم قواعدها العسكرية مما تسبب في شل حركة الاسطول السادس على البحر الابيض المتوسط، وجعلها تخسر بوابة العبور الى افريقيا. هو الذي رفض كل محاولات الاحتواء والهيمنة الاستعمارية عندما رفض الانضمام للافريكوم وللاتحاد من اجل المتوسط . هو الذي جعل ليبيا تحتل المركز الاول على الصعيد الافريقي والخامس على مستوى العالم العربي في مؤشر التنمية البشرية حسب ما جاء في تقرير لبرنامج الامم المتحدة الانمائي 2010. هو الذي جعل ليبيا تحتل الترتيب الـ53 على مستوى العالم في مؤشر التنمية البشرية.
هو الذي قام بانشاء مشاريع الاسكان الضخمة في ليبيا، وقضى على مساكن الصفيح والاكواخ التي تشتهر بلدان كثيرة في شمال افريقيا . هو الذي قام بمشروع النهر الصناعي العظيم والذي يعد اضخم مشروع لنقل المياه في العالم عرفه الانسان. هو الذي قام بتأميم قطاع النفط وحرم امريكا والغرب من الاستحواذ عليه .
هو الذي أسس مشروع الاتحاد العربي الأفريقي كي يتمكن العرب والافارقة لحل مشاكلهم بدون تدخلات اجنبية. هو الذى قام بتمويل إطلاق أقمار صناعية أفريقية بدلا من الاقمار الصناعية الغربية ، وبهذا يكون قد حرم اوروبا من ملايين الدولارات ومن الهيمنة الثقافية والاعلامية على القارة الافريقية. هو الذي مزق ميثاق الأمم المتحدة الزائف، وطالب بالتحقيق في 65 حربا نشبت منذ إنشاء الأمم المتحدة.
هو الذي دعا للتحقيق في إعدام الرئيس صدام حسين وفضيحة سجن ابو غريب والعدوان على غزة وغير ذلك من الجرائم. هو الذي اجبر ايطاليا عن الاعتذار عن حقبة استعمارها لليبيا. هو الذي روع الغرب عندما اقترح التعامل بالدينار الذهبي في افريقيا والوطن العربي بدل الدولار واليورو. هو الذي وقف موقفا شجاعا برفضه للغزو الامريكي على العراق . هو الذي طبق الديموقراطية الحقيقة من خلال سلطة الشعب و المؤتمرات الشعبية. هو الزعيم العربي الوحيد الذي طرح عدة مبادرات للوحدة وهو الوحيد الذي حاول جمع كل الدول العربية بالتوحد و الاتحاد و فتح الحدود امام الجميع. هو رئيس جمعية الدعوة الاسلامية الذي اسلم على يديه الملايين. هو الذي ساعد حركات التحرر والشعوب المظلومة ، و فتح اراضي ليبيا لكل الاحرار في العالم.
هو شخص يكره النفاق والتبعية ، فقد رفض مصافحة وزيرة الخارجية الامريكية المجرمة كونداليزا رايس. هو الذي ادخل العرب الى ليبيا بدون تاشيرة وجعل ليبيا للعرب جميعا. هو الذي وظف اموال النفط الليبي في مساعدة الدول العربية من خلال الاستثمارات الكثيرة في مصر السودان المغرب الجزائر وتونس واليمن وغيرها. هو الذي منع الخمر والاتجار بالنساء في ليبيا.
هو من انتج ومول فيلم عمر المختار، و فيلم الرسالة الذي دخل من خلاله الوف الناس في الإسلام. هو الزعيم العربي الذي ظل متمسكا ومعتزا بلغته، و عروبته ، وخيمته، ولباسه العربي.
في الحقيقة كنت اجهل الكثير عن القائد معمر القذافي، وفي كل مرة كنت اكتشف المزيد من الحقائق المشرفة والمواقف وطنية عن الزعيم الليبي والتي تتناقض تماما مع الحملة الظالمة التي تستهدف الارض الليبية والشعب الليبي قبل كل شيء، واشعر بالاسف الشديد لمدى تأثير تلك المحاولات التي تسعى لاغتيال رموزنا، وتشويه تاريخنا، وتسفيه عقولنا.
لقد اظهرت الحرب على ليبيا مزايا وانجازات معمر القذافي التي كانت خافية على الكثيرين، والتي يحاول الاعداء طمسها وتشويها، لكن كل ذلك يذكرني بقول الشاعر" ابو تمام"
وإذا أراد الـلـه نشــر فـضـيلـة *** طـُويـت أتـاح لهـا لسـان حسـود لولا اشتعال النار فيما جاورت
***
ما كان يُعرف طيبُ عَرف العود بالفعل لا يمكن معرفة رائحة طيب العود الا بالنار
وبالنار والحرب الظالمة على شعب ليبيا وعلى شخص معمر القذافي عرفنا الكثير من المزايا والحقائق التي كانت مخفية واظهرها الحاقدون والحاسدون والاعداء فسحقا لهم وسحقا لمؤامراتهم .

الخميس، 7 يوليو 2011

الزعيم

لو كنت رئيسا لقدمت استقالتي و لكن عندي بندقيتي و سأقاتل إلى أخر قطرة من دمي " هذا هو معمر القذافي الذي تسكنه الثورة و يتنفس الثورة و عاش من اجل الثورة و سيموت من اجل الثورة، الزعيم الذي يبدو لنا غريبا في سكناته و حركاته و تصريحاته و خيمته التي تشاركه بساطته و أحلامه و ثورته و لا نعرف كيف ستصادرها البنوك السويسرية ما دامت هي كل ممتلكاته و أصوله المالية.
إذا كنا نعيب على الزعيم جنون العظمة فإننا نعيب اليوم على الشعوب العربية جنون الغباء إذا كانت تعتقد أنها تخط مستقبلا مفعما بالحرية لان ما يجري اليوم هو سايس بيكو جديد أدواته أحيانا مطالب محقة و أهدافه خريطة عربية جديدة تقسم المقسم و تفتت المفتت لهذا أشاطر رأي حسن نصر الله حين قال أن الثورة المصرية ستغير وجه المنطقة، المنطقة التي قال عنها وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان أنها تضعف و أن الأحداث أظهرت قوة إسرائيل و تركيا و إيران.
تساءلت كثيرا عن المسوغات التي تدفع ببعض الليبي إلى رفع ذلك الشعار الذهبي " الشعب يريد إسقاط النظام " و بحث في كل الملفات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الليبية فلم أجد إلا عدالة اجتماعية حقيقية و حرية مهولة و ديمقراطية مباشرة لا تمر من الصناديق الزجاجية و برامج الأحزاب الرديئة ، ديمقراطية في أنجع صورها و أبلغ أهدافها بمشاركة الفرد في خط السياسات التي تهم الوطن، لكن إذا سلمنا جدلا أن ثمة خللا ما في طريقة عمل الجماهيرية فاعتقد أن خارطة الطريق التي اقترحها سيف الإسلام القذافي في بناء جماهيرية ثانية بعلم و نشيد جديدين و دستور ميثاقي و حكم محلي أوسع بميزانيات مستقلة و سلطات تقريرية لتعد منتهى الإحساس بالخوف على الوطن و المسؤولية أمام التاريخ.
ليبيا ليست فعلا تونس و مصر فصوت القبيلة و العشيرة أقوى من المؤسسات القانونية وسط انتشار السلاح الذي يعد مسألة طبيعية انطلاقا من نظرية الشعب المسلح و من يعتقد أن القذافي قد ينزوي في مكان قصي خوفا على حياته و هروبا من بعض ذلك الليبي الذي يحلم بالتونسة و يعلق علم المملكة السنوسية في بنغازي و طبرق أو الذي أقام دولة الخلافة في البيضا و درنة فهو لا يعرف التاريخ جيدا و كان من الأولى أن يعيد قراءة تجارب رونالد ريغان و فرانسوا ميترو و مارغريت تاتشر و جعفر النميري و أنور السادات و الحبيب بورقيبة لعله يكشف بعض ملامح شخصية قائد ثورة الفاتح.
إن الأزمة الليبية الحالية تفتح ناقوس الخطر الذي دقه الأكاديمي الكويتي عبد الله النفيسي حول اليد العاملة الأجنبية و التي عدها خطرا محدقا ببلدان الخليج إذ رأى أنها ستشكل تهديدا لاستقرار الأنظمة نظرا لتعاظم عددها و هذا ما أظهرته الأحداث في ليبيا من دور الأجانب سواء الأفارقة و العرب في عمليات التخريب و التدمير و الأنكى و الأمر من كل ذلك أداء إعلامنا العبري و لا اعرف لماذا يصر حرف الباء دائما أن يحتل المقدمة على حرف الراء كلما هممت لتقييم الإعلام و لكن كما قال الزعيم من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة و الوقت الحساب قادم لا محالة.
و حتى يكون ردنا على تلك الفتوى الشاذة التي أعلن عنها المدعو القرضاوي في دولة قناة الجزيرة حول اهدار دم الزعيم فاننا نردد
الله معمر و ليبيا و بس
تحية لك أيها الزعيم و إننا في صفوفك الأولى عند الزحف المقدس لان الأوطان اغلى من بضعة آلاف و السلاح بيننا ايها المرجفون

السبت، 23 أبريل 2011

قالوا عن الصمت


الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام، يصعب أحيانا تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة، وقيل قديما أن الصمت إجابة رائعة لايتقنها الآخرون، ومما قيل عنه نذكر:
- قال صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
- وقال علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه: "إذا تم العقل نقص الكلام"، وقال: "بكثرة الصمت تكون الهيبة".
- "الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع. وإن أكثرت منه قتل".عمرو بن العاص
- قال لقمان لولده:" يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك".
- "بلغنا ان الحكمة عشرة أجزاء تسع منها بالصمت والعاشر في عزلة الناس".وهب ابن الورد
- "إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم, وإن شك لم يتكلم حتى تظهر".الإمام الشافعي
- الصمت فن عظيم من فنون الكلام. وليم هنريت
- لابد أحياناً من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون. جلاسكو
- لأننا نتقن الصمت حملونا وزر النوايا. غادة السمان
- اذا قلت المحال رفعت صوتي واذا قلت اليقين اطلت همسي. أبو العلاء المعري
- يجدر بالمرء أن يتوقف عن الكلام حين يهز المستمع إليه رأسه موافقا من دون أن يقول شيئا. هنري كيسنجر
- لا ترفع يدك على المرأة إلا إذا كنت تعلم أن شفتيك عاجزتان عن تحقيق مأربك. الشاعر بايرون
- لن تكون متحدثاَ جيداَ حتى تتعلم كيف تحسن الإصغاء. كريستوفر مورلي
- الكلام تفكير بالفعل والتفكر كلام بالقوة. ارسطو
- القراءة هي فن الإنصات. أنيس منصور
- متى تكلمت المرأة اسمع ما تقوله عيناها.
- إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً
- الموسيقى والباليه والمعارض الفنية كلها فنون من الصمت. فأنت ترى وتنصت ولا تقول شيئاً. إنها أروع حالات الصمت والتأمل. أنيس منصور
- الصمت أكثر ثراءا من الكلام، نحن نتكلم حينما يفيض بنا الصمت. أحمد تيمور
ومن الشعر:
- يقول الشافعي:
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم * إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف * وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسود تُخشى وهي صامتة * والكلب يخسى لعمري وهو نباح
- وقال لقمان:
الصمت زين والسكوت سلامة * فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما إن ندمت على سكوتي مرّة * لكن ندمت على السكوت مرارا
يقول أبو نواس:
خل حبيبك لمرام
وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خيراً
لك من داء الكلام
إنما العاقل من ألجم
فاها بلجام

الأربعاء، 13 أبريل 2011

ما بأنفسنا

نداءات التغيير جيدة وصحية.. أصوات ترتفع هنا وهناك.. شعارات ومقترحات ومطالب.. الكل «يطالب» بما يحتاجه من حقوق ضائعة أو مسلوبة أو محاصرة..
نريد كذا ونريد كذا، يجب تفعيل القوانين، يجب الزيادة في الرواتب، يجب إصلاح التعليم والصحة وتبني العدالة الاجتماعية والمساواة بين العباد، وغيرها من الحقوق المشروعة التي لا مواطنة دونها ولا تقدم ولا تنمية ولا سعادة.
لكن المثير للانتباه أننا دائما نطالب الآخر بحقوقنا، ولا نتوقف لحظة مع أنفسنا لنتساءل إن كنا نقوم بواجباتنا وكيف..فلا تغيير دون إرباك الذات وخلخلة المعتقدات الخاطئة والعادات المتعفنة وإعادة التربية الذاتية، وأن ننسلخ من سلوكاتنا السيئة كما تنسلخ الأفعى من جلدها حتى تكون شجاعتنا كاملة وليست شجاعة جبانة.
كيف لنا أن نطالب بالشيء ونفعل نقيضه، نريد أن نأخذ ولا نعطي، نستفيد ولا نفيد، نوجه أصابع الاتهام إلى الكل ونتحاشى النظر في المرآة كي لا نرى روحنا المتهمة في قفص الحياة.
شعوب كثيرة ناضلت وضحت وثارت، ثم حصلت على الحقوق بجدارة، لكنها بالمقابل تؤدي ما عليها من واجبات المواطنة والإنسانية والعيش المشترك والاحترام والتفاني والإحسان. فالتغيير رواتب محترمة وفصول دستورية جديدة وحكامة جيدة، لكنه أيضا سلوك يومي فعال ومتوازن يخدم المصلحة العامة للناس والوطن، فلا يمكن أن ننادي بالوظيفة لنصبح موظفين أشباحا، ولا يمكن أن نتحدث عن العدالة ومعظمنا لا يتردد في هضم حق الأضعف منه، وقد فوجئت شخصيا بأن غالبية المغاربة الذين يسكنون العمارات لا يمتنعون عن دفع مساهماتهم للسانديك مهما كانت رواتبهم سمينة وسياراتهم فخمة وشققهم فاخرة..
فلا يمكن أن تتهم الآخرين بالغش والسرقة وأنت تسرق بطريقتك، إما بالتغيب عن العمل أو اضطهاد المواطنين في الإدارات أو سلبهم بعض الدراهم مقابل خدمات مجانية..
التغيير امتحان عسير يجب أن يخوضه كل المغاربة بتحد حتى نقتلع الفساد من دواخلنا ومن حياتنا العامة ومن بلدنا، كي نتذوق طعم الكرامة ونستحقها..كي نقضي على هذا الوجع اليومي الغامض الذي نحسه أينما حللنا، رحمة بوطننا وأهلنا وأنفسنا، فحديثنا علني لم نعد نخاف أن نجهر به، ونداء الإصلاح لم يعد شعارا موسميا يتغنى به الخونة والمرتزقة الذين لا يفرقون بين الطموح والجشع..
سلوكات بسيطة لكنها أساس كل تغيير. احترام المواعيد وإعطاء قيمة للوقت والتفاني في العمل واحترام «الصف» والسياقة بمسؤولية وعدم رمي الأزبال واحترام الملكية العامة والمشتركة... «تغيير» فردي لا يستدعي الخروج في مسيرات مليونية، بل فقط أن يعطي كل إنسان مما لديه لهذا البلد، كل مواطن بجهده وأسلوبه وحسب قدرته، إن كان يحب الوطن بصدق ولا يرى فيه سوى كعكة له منها نصيب..
لو نتجاوز قليلا أنانيتنا الفردية في استغلال الملك العام، «فالكبار» يستولون على الأراضي والصغار يستولون على الأرصفة، كل حسب «استطاعته»..
هناك المطالب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالموازاة هناك مطالب فكرية وسلوكية وإنسانية يجب أن نتبناها جميعا في ثورة يومية لا تاريخ لها ولا موعد لبدايتها ونهايتها. مظاهرة لا تنفض مطلقا، شعارها العمل ثم العمل وأخيرا العمل بتفان وثقة ووفاء، شعارها الحب دون حقد ولا حسد ولا ضغينة..شعارها الأخذ والعطاء، الحقوق والواجبات.. شعارها التغيير انطلاقا من الذات..
وقد صدق الخالق جل جلاله حين قال: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
 فلنغير ما بأنفسنا.